بناء مجتمعات مرنة في القرى

تحقيق النمو الاقتصادي المستدام عن طريق العمل مع المجتمعات المحلية في المناطق النائية على استعادة البيئة، والحفاظ على التراث، وقيادة المشاريع التي تعتمد على الطبيعة.

لأجيال طويلة، حافظت المجتمعات المحلية في المناطق النائية في دولة الإمارات العربية المتحدة على علاقة متوازنة مع بيئتها الطبيعية، مستندة إلى تقاليد راسخة، وإرث ثقافي غني، ومعرفة محلية عميقة، ما جعلها دوماً تلعب دور هام في حماية البر والبحر. لكن اليوم، تواجه هذه المجتمعات تحديات متنامية نتيجة تغير المناخ، وتراجع التنوع البيولوجي، والضغوط المتزايدة الناتجة عن التطور السريع.

استجابة لهذه التحديات، أُطلقت مبادرة "بناء مجتمعات محلية مرنة في المناطق النائية " من قبل مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين المعني بتغير المناخ (كوب 28)، وتركز المبادرة على العمل مع المجتمعات المحلية وتعزيز دورها في حماية البيئة، كركيزة أساسية لتنمية المناطق النائية.

 

في منطقتي الرمس (رأس الخيمة) ومصفوت (عجمان)، تعمل المبادرة بشكل مباشر مع السكان المحليين، وتدعم في الوقت نفسه التخطيط المستدام للمستقبل من خلال إعداد مخططات رئيسية شاملة، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية.

 

استعادة التراث وإطلاق إمكانات السياحة البيئية

تقع قرية الرمس بين الخليج العربي وجبال جيس، وهي من أقدم القرى الساحلية في إمارة رأس الخيمة، وتشتهر بتراثها العريق في الغوص بحثًا عن اللؤلؤ وبمناظرها الطبيعية الخلابة. يجري حاليًا تنفيذ خطة شاملة للسياحة البيئية، تتمحور حول مسار بيئي رئيسي بطول 3 كيلومترات يربط بين مواقع بارزة، منها حصن ضاية التاريخي، وبساتين النخيل، والمزارع، والأخوار.

في قرية مصفوت الجبلية، التي تتميز بطبيعتها الخلابة ومعالمها الثقافية الغنية، يتم إنشاء مسار جبلي بطول 1.5 كيلومتر يمر بعدد من المواقع البارزة مثل فلج الورعة، وحصن البومة، والمواطن الطبيعية المحلية. وتهدف هذه المسارات إلى تسليط الضوء على التراث المحلي، وتوفير تجارب سياحية مميزة، والمساهمة في زيادة دخل السكان من خلال السياحة المستدامة.

 

من خلال دمج مشاركة المجتمع المحلي، وأساليب الزراعة البيئية، والسياحة المستدامة، وجهود الحفاظ على البيئة، يمهّد هذا المشروع الطريق لبناء اقتصاد مزدهر وشامل في المناطق النائية، يضمن حماية التراث الطبيعي والثقافي وصونه للأجيال القادمة.

 

لماذا يُعد ذلك مهمًا؟
  • 12% من إجمالي سكان دولة الإمارات يقطنون المناطق النائية
  • ساهمت السياحة المستدامة في توفير أكثر من 5% من الوظائف في الدولة خلال عام 2022
  • من المتوقع أن يرتفع حجم سوق السياحة البيئية في الإمارات من 34.6 مليون دولار في عام 2022 إلى 165 مليون دولار بحلول عام 2033
  • 70% من سكان الإمارات أبدوا استعدادهم للإنفاق على أنشطة السياحة البيئية، ما يعكس تزايد الاهتمام بهذا النوع من السياحة

تعزز هذه المبادرة الأنشطة الاقتصادية الصديقة للبيئة، وتشجع السياحة البيئية الشاملة، وتعمل على استعادة النظم البيئية الحيوية، كما تسهم في تحسين الأمن الغذائي والمائي في المناطق النائية.

حماية البيئة من جميع الجوانب

يشارك أفراد المجتمع المحلي في جميع مراحل المبادرة، من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ على أرض الواقع. ويُعدّ دورهم محوريًا في نجاح المبادرة، لما يتمتعون به من معرفة وروابط قوية بالطبيعة، سواء بالبر أو البحر. تهدف المبادرة إلى دعم المشاريع البيئية المستدامة، وتوفير برامج تدريبية، وتعزيز التعاون مع متطوعي المجتمع المدني ضمن برنامج "قادة التغيير". وتساهم هذه الجهود في ترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة، وتحسين مستوى المعيشة، وزيادة الفرص الاقتصادية في المناطق النائية.

Image Image Image Image

Emirates nature in association with WWF.
United Arab Emirates