لقد وجد البلاستيك طريقه إلى معظم أجزاء حياتنا اليومية. نستخدمه لتخزين الطعام والسلع الاستهلاكية والأدوية، ولصنع منتجات لا تعد ولا تحصى. ولكن مع مرور الوقت، أصبحنا معتمدين بشكل كبير على البلاستيك غير الضروري. يستهلك المواطن العادي في الإمارات العربية المتحدة 94 كغ من البلاستيك سنوياً - وهو رقم متوقع أن يستمر في النمو.
هذه مشكلة كبيرة لأن البلاستيك لا يختفي، فهو يظل موجوداً لمئات السنين حتى يتحلل. ليس هناك قيود على النفايات البلاستيكية في مكبات النفايات، إذ ينتهي بها المطاف في مياه المحيطات وبكميات هائلة، تصل إلى 8 ملايين طن متري سنوياً. وهذا يؤثر بشكل كارثي على الثدييات البحرية والطيور البحرية التي تخاطر بابتلاع البلاستيك أو الوقوع في شباك الصيد المهجورة. وفي منطقة الخليج، تم اعتبار شباك الصيد المهجورة أو "الجرجور" كخطر على السلاحف البحرية وأبقار البحر المحلية.
نحن ما زلنا في المراحل المبكرة لفهم حجم الضرر الذي تسببه النفايات البلاستيكية لمحيطاتنا والنظم البيئية والحياة البرية، بالإضافة إلى تأثيرها على إمدادات الغذاء وسبل العيش. تشير الأدلة المتزايدة إلى أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تصل إلى سلاسل الغذاء لدى البشر والحيوانات، مما يؤدي إلى تلوث طعامنا بالمواد العضوية وغير العضوية. كما تثير هذه الظاهرة مخاوف بشأن تأثير تراكم هذه الجسيمات على مصايد الأسماك المحلية والموائل الطبيعية التي نعتمد عليها في الترفيه والسياحة، مثل الشعاب المرجانية وأشجار القرم ومروج الأعشاب البحرية. يجب أن نتحرك الآن للحد من تراكم النفايات البلاستيكية في محيطاتنا وتجنب تأثيرها الضار على الحياة البحرية والاقتصاد والصحة. لتحقيق ذلك، علينا التخلي عن ثقافة الاستهلاك والتخلص واعتناق نموذج اقتصادي دائري أكثر استدامة.
ما هو الاقتصاد الدائري؟
نموذجنا الحالي "خذ-اصنع-تخلص" يفترض أن الموارد الطبيعية لدينا لا تنتهي، ويؤدي هذا إلى هدر هائل. على العكس، فإن نهج الاقتصاد الدائري هو نظام تجديدي مصمم ليكون مستدامًا.
في الاقتصاد الدائري، يتم تصميم المواد لتكون قابلة لإعادة الاستخدام والبقاء داخل نفس دائرة الاقتصاد، بهدف تقليل النفايات والتأثيرات السلبية على البيئة والمجتمع بشكل عام.
بدأت العديد من الشركات في جميع أنحاء العالم في تحويل عملياتها لصالح الاقتصاد الدائري، ومع توسع الحركة سيكون لديها القدرة على معالجة بعض أكثر القضايا البيئية والاقتصادية التي تواجهنا.
النهج الذي تتبعه جمعية الإمارات للطبيعة هو كيفية الحد من الأضرار الناجمة عن النفايات البلاستيكية الحالية ومساعدة الشركات على تقليل النفايات المستقبلية عبر سلاسل التوريد الخاصة بها.
كن شريكنا في مبادراتنا القادمة للتصدي لمشكلة النفايات البلاستيكية في الإمارات.
شراكات المعرفة:
مشاركة الشباب والجمهور
الموارد والأدوات المبنية على العلم: