الإمارات، 3 نوفمبر 2025: احتفلت جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، ومجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، ودائرة البلدية والتخطيط بمصفوت بمناسبة يوم العلم، بحصول مصفوت على لقب أفضل قرية سياحية في العالم 2025، من منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، في إنجاز يعكس تميّزها الطبيعي والثقافي ودورها المتنامي في دعم السياحة المستدامة في دولة الإمارات،
ويُعد هذا التكريم محطة فخر واعتزاز لدولة الإمارات، ودليلًا على نجاح نموذجها في تحقيق تنمية مستدامة يقودها المجتمع المحلي، تُوازن بين ازدهار الإنسان وحماية الطبيعة.
وفي تعليقها على الإنجاز الكبير، قالت سعادة شيخة ناصر النويس الأمين العام المنتخب لمنظمة السياحة العالمية:
" تُعدّ مصفوت اليوم معياراً عالمياً لمستقبل السياحة، إذ تجسّد نموذجاً يُحتذى به في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الطبيعة وصون التراث.
وتجسّد قصة نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في تطوير السياحة على مستوى العالم، مؤكدة أن الاستدامة والأصالة ليستا هدفين متناقضين، بل ركيزتان متكاملتان في بناء تجارب سياحية تُلهم المسافرين وتُعزز جهود تمكين المجتمعات المحلية.
إن هذا التقدير لمصفوت يُعد تأكيداً على الدور الريادي لدولة الإمارات في صياغة نموذج متكامل للتنمية السياحية المستدامة."
وقال سعادة محمد خليفة بخيت الكعبي، الأمين العام لمجلس الإمارات للتنمية المتوازنة:
"إن التكريم العالمي الذي نالته مصفوت يؤكد على رؤية المجلس بأن التنمية المستدامة هي الأساس في نهضة المجتمعات الريفية. ومن خلال مبادرة قرى الإمارات وبالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، نعمل على تطوير نموذج تنموي جديد يقوم على التوازن بين حماية البيئة ودفع عجلة التقدم، ليكون مسارًا موحدًا نحو المرونة والازدهار المشترك".
و قالت السيدة ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لـجمعية الإمارات للطبيعة:
"يُجسّد تعاوننا مع مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة ودائرة البلدية والتخطيط بمصفوت والمجتمعات المحلية رؤية واضحة لما يمكن أن تحققه حماية الطبيعة من أثر إيجابي في تنمية الاقتصادات الريفية، ودعم الأعمال الصغيرة، والحفاظ على التراث الثقافي الإماراتي. هذا التعاون يؤكد أن الإنسان والطبيعة يمكن أن يزدهرا معًا في تناغم وتكامل. ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من رحلة مصفوت التي أصبحت نموذجًا ملهمًا في الاستدامة والسياحة البيئية المسؤولة
سعادة سيف غدير الكعبي، مدير دائرة البلدية والتخطيط بمصفوت علق قائلاً:
يُعد فوز مصفوت بلقب أفضل قرية سياحية في العالم إنجازًا نفخر به جميعًا. فمن خلال شراكتنا المثمرة مع مختلف الجهات، عملنا على ترميم فلج الورعة التاريخي، وإعادة زراعة النباتات المحلية مثل شجرة الشُّوع، وتطوير السياحة المستدامة عبر مسار بيئي جديد، مع الحفاظ على الطبيعة الخلابة التي تميز منطقتنا. وتجسّد هذه الجهود روح الضيافة الإماراتية الأصيلة، وتعكس التزامنا العميق بـصون البيئة وضمان استدامتها للأجيال القادمة."
تقع قرية مصفوت بين جبال الحجر في إمارة عجمان، وتُعرف بطبيعتها الساحرة ومناخها المعتدل وإرثها الثقافي الغني ويأتي هذا التكريم ثمرة تعاون مثمر بين جمعيةالإمارات للطبيعة ، الجمعية الخيرية البيئية الرائدة في الدولة التي تعمل على إيجاد حلول طبيعية ومناخية من أجل الإنسان والكوكب، ومجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، الجهة الوطنية المعنية بتحقيق التنمية المستدامة في قرى الإمارات، وتعزيز جودة الحياة في المجتمعات المحلية، إلى جانب دائرة البلدية والتخطيط بمصفوت.
ومن خلال مبادرة «بناء مجتمعات مرنة في قرى الإمارات»، يعمل الشركاء على تطبيق نموذج تنموي يجمع بين حماية البيئة والعمل مع المجتمع المحلي، بما يسهم في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.
بفضل التفاعل الكبير من المجتمع المحلي، ومشاركة الآلاف من مختلف أنحاء دولة الإمارات عبر برنامج «قادة التغيير» التابع لـجمعية الإمارات للطبيعة، نُفذت مجموعة من المبادرات التي ساهمت في صون الطبيعة والحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي لقرية مصفوت، إلى جانب توفير فرص جديدة للعمل وتعزيز السياحة البيئية.
ويجسد هذا التعاون الناجح بين المجتمع المحلي والمؤسسات الوطنية نموذجًا رائدًا في تحقيق تنمية مستدامة تجمع بين حماية البيئة وازدهار الإنسان.
أسهم ترميم فلج الورعة، الذي يعود تاريخه لأكثر من مئة عام، في إعادة تدفق المياه إلى المزارع والموائل الطبيعية، بعد أن كان يشكّل في الماضي شبكة ري تقليدية من القنوات الموجودة فوق وتحت الأرض. كما ساعدت فعاليات مجتمعية مثل مهرجان مصفوت على إحياء الزراعة التقليدية وتعزيز التبادل الثقافي بين أفراد المجتمع. وفي الوقت نفسه، أدّى اعتماد أنظمة الري الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة إلى تحقيق توفير في استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين 10 و15%.
ويعكس هذا الإنجاز نجاح الجهود المبذولة في الدمج بين الحفاظ على التراث وتطبيق حلول الاستدامة الحديثة لتحقيق تنمية متوازنة ترعى الإنسان والبيئة معًا.
أسهمت روح التعاون القوية بين أفراد المجتمع في تنفيذ مشروع إعادة تشجير الأشجار المحلية، ومن بينها شجرة الشُّوع، حيث تم زراعة 2,200 شجرة على مساحة 2.7 هكتار من الأراضي الزراعية. وقد ساعد هذا الجهد على تعزيز التنوع البيولوجي، وزيادة امتصاص الكربون، ودعم إنتاج العسل المحلي.
وقريباً، سيتمكن السكان والزوار من استكشاف شبكة من المسارات الطبيعية ومسارات المشي الجبلية الممتدة من الوديان إلى القمم، وصولًا إلى برج بومة التاريخي، الذي يقدّم إطلالة مميزة على الطبيعة الخلابة والتراث الثقافي العريق لمصفوت.
أثمرت هذه الجهود عن فوائد بيئية واقتصادية متكاملة، إذ ساعدت روّاد الأعمال المحليين على ابتكار منتجات مستدامة من الأشجار المحلية، واستكشاف فرص جديدة للأعمال القائمة على الطبيعة، خاصة في مجالات السياحة البيئية والتنمية المستدامة.